شهدت فعاليات معرض CES 2024 تنافساً بين الشركات للإعلان عن نظاراتها الذكية، ومن بينها شركة “سوني” التي أعلنت عن نظارة تستهدف من خلالها منافسة نظارة أبل “فيجين برو”، ولكن الشركة اليابانية تستهدف قطاع الأعمال والمحترفين.
حضر مصطلح الحوسبة الاتجاهية Spatial Computing بشكل واضح في النسخة الجديدة من معرض إلكترونيات المستهلكين هذا العام في لاس فيجاس، وقد خرج ذلك المصطلح للنور خلال مؤتمر أبل للمطورين العام الماضي WWDC 2023، عندما رفعت النقاب خلاله عن نظارتها الذكية لأول مرة Vision Pro، وصنفتها بأنها “حاسوب اتجاهي”، وذلك من منطلق أنه يقدم واجهة رقمية تتحرك أمام عيني المستخدم أينما ذهب، فتظهر الواجهة في صورة طبقة ديجيتال فوق تفاصيل العالم الحقيقي أمام عيني المستخدم.
نظارة “سوني”
ركزت شركة “سوني” خلال عرض نموذج تجريبي لنظارتها الذكية، على أن جمهورها لن يكون المستخدم النهائي، كما هو حال نظارتها للألعاب PlayStation VR، فالنموذج التجريبي تستهدف به الشركة قطاع المحترفين ممن يعملون في مجال تصميم وتحرير النماذج ثلاثية الأبعاد للعناصر الرقمية.
النظارة الجديدة ستعمل بمعالج كوالكوم الأحدث لنظارات الواقع المختلط Snapdragon XR2+ Gen 2، لتكون أول نظارة تستخدم المعالج الجديد، إلى جانب تقديمها شاشة عرض داخل النظارة بدقة 4K من نوع OLED، كذلك عملت الشركة على استخدام أسلوب المعالجة الموزعة للرسوميات Split Rendering، بحيث تعتمد معالجة الرسوميات على تقسيم المعالجة بين النظارة وبين الحاسوب الذي يمكن توصيل النظارة به، لجعل المعالجة أكثر كفاءة والتجربة أكثر سلاسة وانسيابية في العرض، بحسب بيان الشركة.
نظارة “سوني” المنتظرة ستأتي لتقدم للمستخدم تجارب الواقع المختلط Mixed Reality، كما هو الحال مع نظارة أبل، “فيجين برو”، التي ستصل الأسواق الشهر المقبل، حيث يمكن لمرتديها الاستمتاع بالتفاعل مع التطبيقات والعناصر الرقمية في صورة طبقة رقمية تظهر طافية فوق العالم الحقيقي أمام عينيه.
أثارت “سوني”، اهتمام الجمهور من خلال تقديمها لطريقتين للتفاعل مع العالم الرقمي داخل نظارتها الجديدة، إحداها تتمثل في صورة خاتم ذكي، بينما الثانية عبارة عن ذراع تحكم لليد.
وزودت الشركة، نظارتها الجديدة بمجموعة من المستشعرات الخارجية التي تعمل على تصوير المشاهد في العالم الحقيقي أمام مرتدي النظارة، ليتمكن من متابعة ما يجري حوله، دون الحاجة إلى خلع النظارة، إلا أنها كذلك صممت النظارة ليكون من السهل رفع شاشة النظارة عن عيني المستخدم للأعلى، دون خلعها بشكل كامل.
ومن المقرر أن يتم طرح النظارة في نهاية العام الجاري، لكن الشركة اليابانية لم تعلن سعرها المتوقع.
نظارة XReal Air 2 Ultra
كذلك قدمت شركة XReal، إصداراً جديداً من عائلة نظاراتها الذكية Air 2، وهو إصدار “الألترا” والذي زودته الشركة بمستشعرين للتصوير ثلاثي الأبعاد 3D Camera على جانبيّ النظارة، إذ يساعدان النظارة على إدراك العالم الحقيقي، وكذلك إضافة العناصر الرقمية والتجارب الافتراضية إلى ما تراه عين المستخدم بشكل أكثر واقعية، في تجارب للواقع المختلط.
الشركة، والتي غيرت اسمها مؤخرا من Nreal إلى Xreal، قد أكدت أن إصدار نظارتها الرائد الجديد من التيتانيوم، مشيرة إلى أن تلك الميزة تعد هي الأولى من نوعها بين نظارات الواقع المعزز والمختلط، إلى أن ذلك رفع وزن النظارة إلى 80 جراماً، مقارنة بـ 72 جراماً لإصدار Air 2 Pro.
كاميرات التصوير ثلاثي الأبعاد وكذلك وحدة المعالجة المتطورة في النظارة، دعمت قدرتها على إدراك العالم من خلال قدرات فائقة للرؤية الحاسوبية، جعلت من نظارة “إكس ريل” Air 2 Ultra، منافساً مباشراً لنظارة أبل “فيجين برو”، ونظارة ميتا، “كويست 3”.
الشركة زودت نظارتها الجديدة أيضاً بمجال رؤية 52 درجة ودقة عرض HD، إلى جانب معدل تحديث 120 إطاراً في الثانية، و500 نقطة ضوئية من حيث درجة سطوع الشاشة.
النظارة الجديدة تتوافق للعمل مع حواسيب “ماك” و”ويندوز” وهواتف “أندرويد” و”آيفون 15″، وهي متاحة حالياً للطلبات المسبقة بسعر 700 دولار، على أن تصل الأسواق بحلول مارس المقبل.
نظارة RayNeo X2 Lite
كشفت شركة TCL عن إصدار جديد مطور من نظارتها الذكية RayNeo X2، فالإصدار يحمل الاسم نفسه مع إضافة “لايت”، وذلك نتيجة خفة وزن النظارة الجديدة، إذ يصل إلى 60 جراماً.
أضافت الشركة تحديثات مختلفة مع الإصدار الجديد عبر التركيز على تقديم مزايا الواقع المعزز AR، وذلك من خلال تشغيل النظارة الجديدة بمعالج كوالكوم Snapdragon AR1 Gen1، والذي يتيح للمستخدم مزايا واقع معزز متطورة، تتمثل في إظهار واجهة رقمية أمام العينين في مجال رؤية بسعة 30 درجة، فيمكن للمستخدم، إجراء المكالمات واستقبال الإشعارات، والحصول على اتجاهات بصرية للطرق والتنقل.
ويظهر كل ذلك، داخل عدستيّ النظارة، وذلك اعتماداً على جهازيّ بروجيكتور، يصل قياس كلا منهما إلى 1 سنتيمتر، مثبتين داخل هيكل زجاج كل عدسة.
وركزت الشركة، في بيانها الرسمي، على أن نظارتها الجديدة تقدم تجربة واقع مختلط تضاهي جودة التجربة المقدمة من جانب نظارة أبل “فيجين برو”، بل وانتقدت الأخيرة من حيث تقييدها لحركة مستخدمها خلال ارتدائه لها.
النظارة الجديدة تأتي مزودة بعدسات مصنعة بتقنية microLED مع عرض ألوان فائقة الدقة، مع إمكانية عرض محتوى رقمي ثلاثي الأبعاد، بقوة سطوع 1500 نقطة ضوئية، ودقة عرض 640*480 بيكسل لكل عين.
زودت الشركة نظارتها بذاكرة داخلية تصل سعتها إلى 32 جيجابايت، وذاكرة عشوائية 4 جيجابايت، وكاميرا 12ميجابكسل بقدرة تصوير فيديوهات تصل دقتها إلى 1080p، بمعدل 30 إطاراً في الثانية الواحدة.
النظارة مزودة أيضاً بعدد من تقنيات الاتصالات، مثل بلوتوث 5.3، وواي فاي WiFi 6E، إلى جانب مستشعرات تجمع بيانات حول محيط المستخدم وحركته، مثل مستشعرات التسارع، والبوصلة الاتجاهية، والبوصلة، وكذلك مستشعر للطاقة المغناطيسية، إضافة إلى 3 ميكروفونات ومكبرين للصوت.
كذلك تأتي النظارة بمساعد ذكي في صورة شخصية رقمية 3D، أو كذلك مجرد مساعد صوتي، يستخدم تقنية نموذج لغوي ضخم متعدد القدرات Multi-Modal LLM، حيث يمكنه التعامل مع الأسئلة والرد بالصوت أو الكتابة، وتقديم إشعارات للمكالمات والرسائل ومواعيد التقويم الواردة.
ويمكن للمستخدمين تمرير إصبعهم عبر الإطار لالتقاط صور أو مقاطع فيديو، وتسجيل مقاطع فيديو دون استخدام اليدين، واستخدام موسوعة Glasspedia الشخصية للتعرف على الأشياء التي تظهر أمام أعينهم.
كذلك تدعم النظارة الترجمة الفورية للغات، سواء عبر ترجمة النصوص المكتوبة على اللافتات أو النصوص المطبوعة، أو ترجمة الحديث المنطوق وإظهاره في صورة نصوص توضيحية Subtitles.
TCL أكدت طرح النظارة الجديدة في الأسواق، بحلول الربع الثالث من العام الجاري، ولكنها لم تكشف حتى الآن عن سعرها.
